logo

صداقات مزاجية

9/12/2024

صداقات مزاجية

الصداقات المزاجية هي تلك العلاقات التي تتلون بتقلبات الروح، تتأرجح بين حرارة الحماس وبرودة اللامبالاة، مثل مزاج عابر يتغير مع تغير الفصول. هي صداقات مبنية على اللحظة، حيث يقترب الأصدقاء عندما تشرق شمس السعادة، وحين تغيم السماء وتنطفئ النفوس، تجدهم يتراجعون بخطوات سريعة إلى الظل.

هذه الصداقات تتسم بالهشاشة؛ فهي تستجيب لحالات القلوب المضطربة، حيث تكون القربى قوية ومليئة بالحياة حين يتوافق المزاج، وكأنها زهرة تفتحت فجأة. ولكن ما إن يتغير المزاج، حتى تذبل تلك الزهرة وتنغلق على نفسها، تنتظر حتى تأتي رياح مختلفة تحييها من جديد.

الأصدقاء المزاجيون يظهرون في حياتك وكأنهم انعكاس لحالتك النفسية. تجدهم بجانبك حين يكون المزاج عالياً، يضحكون معك ويشاركونك لحظات الفرح، لكنهم يغيبون في لحظات الانكسار، كأنهم أشباح تتلاشى عند أول هبوب للريح الباردة. ليس عن قصد ربما، بل لأنهم لا يستطيعون العطاء في كل الظروف، فهم أسرى تقلباتهم الذاتية.

لكن رغم كل هذا، للصداقات المزاجية مكان خاص في القلب. فهي ليست دائمة ولا متماسكة، لكنها تحمل شيئًا من الجمال الغامض، كسحابة عابرة تلقي بظلها عليك لدقائق ثم تمضي. قد تترك هذه العلاقات أثرًا لطيفًا في الروح، حتى وإن كانت مؤقتة وغير مستقرة، لأنها تأتي لتذكرك أن بعض الصداقات ليست لملء الفراغات العميقة في حياتك، بل لتمس وجهك برفق قبل أن تغادر، كما تمس الرياح أوراق الشجر في يوم صيفي حار.

هي صداقات تأتي وتذهب مثل موجة عابرة، قد لا تستمر طويلًا، لكنها تترك لك لحظات عابرة من الدفء، لحظات تتشبث بها عندما تهب رياح الوحدة.


logo

مجرد بوح مدونة شخصية

© 2023. All rights reserved.